الأربعاء، يوليو 23، 2008

مغامرة رأس المملوك جابر نموذجا"

هذه المداخلة اجتهاد فردي ، أشدّد عليكم أيّها الأخوة المتواجدين على المنتدى ، الاساتذة المحترمين ، وزملائي الاعضاء ، النّهوض بهذا البحث ، عبر إدراجكم ، كلّ الملاحظات والنّقاط الّتي توصّلتم إليها أثناء دراسة المسرحيّة


اخوتي الأعضاء أرتقب منكم التّشجيع ، خاصّة وأني بخيل نوعا ما، تشجيعكم لي سيحذوه عديد الملاحظات والنّقاط الّتي تصبّ في التّوجّهات العامة لفهم المسرحيّة واستعابها وفق ماتنصّ عليه البرامج الرّسميّة
وضع الحكواتي وعلاقته بالزّبائن:
صفات الحكواتي: إنّ الملفوظ "العمّ مونس":يعج بعديد الدّلالات التّي تخدم وضعيّة الرّاوي "الحكواتي" وتفسّره
أوّلا كلمة العمّ : كامة دالة على نوع من الحميميّة بين الزّبائن والحكواتي وكلمة مؤنس تدعّم ذلك من جهة أنّ مؤنس اسم فاعل من انس ودوره
إذن يتجلّى في الأنس والامتاع .كما يوحي هذا الاسم بدلالات حافّة شعبيّة -نظرا الى أنّ الحكواتي هو ارث عربي اشتهرت به منطقة الشّام -
هنا يمكن ان نستنتح أنّ التّسمية ليست اعتباطيّة وإنّما هي خاضعة لمشروع هام ينطوي وراء علاقة المثقّف بالمجتمع...
الصّفات الجسديّة : تلخّصت كلّها في النّص الاوّل من المسرحيّ وبالضّبط في ثنايا المقطع السّردي على لسان المخرج وهو كالتّالي:
" العمّ مونس رجل تجاوز الخمسين حركاته بطيئة، وجهه يشبه صفحة من الكتاب القديم الّذي يتأبّطه ، التّعابير في ملامحه ممحوّة ، حتىّ يحسّ المرء بأنّه إزاء وجه من شمع أغبر ، عيناه جامدتا النّظرة، ورغم اختباط لونيهما ، فإنّهما توحيان بالحياد البارد ، على العموم ...
أهمّ تعبير يمكن أن نلحظه في وجه مونس الحكواتي هو الحياد البارد الّذي سيحافظ عليه تقريبا خلال السّهرة كلّها. "
إنّ أوّل ملاحظة يمكن ان نسوقها زملائي التّلاميذ أنّ هذه الصّفات ليست اعتباطيّة ولاتدلّ على صفات نفسيّة لشخصيّة ما هكذا ، بل إنّ هذه الشّخصيّة "الحكواتي" في هذا المظهر الّذي أضفاه عليها المخرج إنّما تجسّد التّاريخ = مظهر من المظاهر الّذي سيبني عليه ونّوس في مسرحيّته عديد الغايات ، حيث انّ هذه الصّفات تدلّ كلّها على الخبرة والفطنة والتّعلّم من الدّهر ، إذن فالحكواتي يمثّل عقلانيّة مبطنة إن صحّ تعبيري، وحمله لكتابه القديم يؤشّر بذلك ، "ولهذه الاشارة مدى استعاري يحتمل بوصفه هذا عدّة تأويلات ، نقف منها على اثنين : الاوّل انّ الكتاب -يرمز من وجهة الزّبائن- إلى معرفة الرّاوي وسعة اطّلاعه يدلّ عليهما ، وعلى هذا فله عندهم قيمة ايجابيّة بوصفه موضعا مؤهّلا .أمّا الثّاني فنستمدّه من نظام الحقيقة الدّاخليّة في النّص ، ومفاده أنّ الكتاب رمز للموروث في مفهومه الواسع بل للتّاريخ في مداه الإديولوجي ، ومن حيث هو معلّم ومؤت موضوعي مجرّد ، وما العّم مؤنس سوى مفوّض عنه "* (1)، ....و تضمّن الملفوض عبارة "التزام الحياد "والحياد اصطلاحا ملازمة الموضوعيّة في التّقويم والحكم ، وهكذا يتحلّى الرّاوي من خلال هذا الوصف أنّه متميّز في حضوره عن الزّبائن في المقهى و سنتبيّن اختلافا جذريا بين الزّبائن والحكواتي انطلاقا من العلاقة بين المثقّف والمجتع ، إنّ مايمتاز به الزّبائن من اندفاع وتحفّز وتشوّق للإستماع إلى حكايات الانتصارات والبطولات ، يقابله ما يمتاز به الحكواتي من رصانة وبرودة وخياد من خلال رفضه لتلك الحكايات معلنا أنّ دورها لم يحن بعد لذلك يستهلّ حكايته للزّبائن بتلك الّتي ضجروا من نهايتها المآساويّة ، هذه الخطوة الّتي ينتهجها الحكواتي لها مقاصد وغايات إذا وصلناها بزمن كتابة المسرحيّة ، إبّان الهزيمة العربيّة ضدّ اسرائيل أي عام النّكسة سنة 1967 ، هذه الفترة ضاقت فيها الشّعوب العربيّة مرارة الهزيمة ، وهذا مايفسّر رغبة الزبّائن وشوقهم إلى طعم الانتصارات من خلال طلبهم الاستماع لحكاية "الظّاهر ببرص" الّتي تقوم على ملامح بطوليّة والّتي تحاكي أيّاما زاهية عرفها المجتمع الاسلامي سابقا .
إلاّ أنّهم يصطدمون برفض الحكواتي لها ، قائلا أنّ وقتها لم يحن بعد، مولّدا في نفوسهم المرارة والإحباط ، وقد أشار الى هذه الخطوة الّتي ينتهجها الحكواتي "الدّارس محمّد النّاصر العجمي :" قبل أن يستهلّ الرّاوي قصّ حكايته يلتمس من بعض الحاضرين أن يقصّ عليهم حكاية تتضمّن نهاية سارة ، فيجيب الرّاوي بأنّه لم يحن بعد زمن الحكايات السّارة ، معلّلا ذلك بوجوب مراعاة تسلسل الحكايات المضمّنة في الكتاب " فكأنّما المغزى الرّئيسي وراء هذا الرّفض للحكايات السّارة ، مرهون بضروة توقّف الزّبائن إلى مقاصد تلك الحكايات الّتي يبادرها الحكواتي ذات النّهايات المآسويّة، أي أنّ الانتقال الى زمن الانتصارات والملامح البطوليّة لابدّ أن يخضع لمنطق الأسباب والنّتائج الّتي تتمحور عليها كيفيّة الوصول الى زمن الاتنصارات ، من ذلك يتوجّب على الزّبائن استخلاص مقاصد الرّسالة الواردة على لسان الرّاوي الحكواتي ، وخاصّة أنّ الحكواتي يسعى الى تبليغ تلك الرّسالة من خلال قصّه لحكاية مشابهة لواقعهم أي أنّه يحعلهم يتمثّلون وضعهم عن طريق تشخيص وضع مشابه لوضعهم والمطلوب أن يفهموا عمّا تسكت عليه هذه الرّسالة المرويّة ، هكذا سنلاحظ أنّ الصّورة ستتكرّ ولن يفطن الزّبائن إلى الخفايا المقصود تبليغها من خلال هذه الحكاية ، وبالتّالي نستنتج أنّ وعيهم لا يخلوا من سداد الرّأي والصّواب لذلك سيبقى الحديث عن زمن النتصارات مستبعدا ، طالما أنّ الزّ بائن لم يخرجوا بعد من بوطقة "الوعي القطيعي " وهذه العبارة تلخّص وضعهم الفكري المتدنّي ،وهنا سيصعب على المثقّف على غرار الحكواتي والرّجل الرّابع في المسرحيّة ،محاولة توعيّة الشّخصيّات في كلا المساحتين (شخصيّات الخشبة الممثّلين ، سخصيّات الصّالة الزّبائن)فكلّ المحاولات الرّامية الى كشف الغشاوة عن المخاطبين واخراجهم من حالة الجهل إلى حالة المعرفة ستنتهي بالفشل ،وذلك لعدم كفاءة الشخص العربي بعديد المسائل الهّامة المرهونة بمسار الوعي والتّاريخ...

ليست هناك تعليقات:

صالح الزناتي

.
هل يستطيع أي صحفي أو اعلامي ان يتبرأ من المورثات الثقافيه التي يحملها ..؟؟ هل يقدر على التنصل من اخلاقيات الأديب والمثقف الكاتب؟؟ وهل يستطيع ان يخرج من البيئه التي يعيش بكامل أطرها ومعطياتها ,فيكتب مالا يقبله العقل والقلب ..؟؟ ان الكاتب أو الإعلامي لا بد ان يسير على نهج سلفه الصالح ..وان أمسك قلمه لا بد أن يحمل مع قلمه مشاعره ,احاسيسه ,ثقافته,ومورثاته الخلقية,فتأتي كتاباته تحمل الكروموسومات التي سبق ان حملها سواء من تجارب ثقافية أو مركبات جينية...
على الكاتب ان يزن احرفه وجمله قبل ان يسطرها قلمه فينشرها عبر الإنترت او شاشات التلفاز وأوراق الصحف,لأنه سابقاً قالوا ان غلطة العالم بألف ..فما بالنا بغلطة الكاتب أو الإعلامي .التي غطله واحده كفيله أن تغير او تشتت فكر أناس بسطاء لا يملكون من الدنيا إلا سطحية التفكير و هشاشة العقل

صالح الزناتي

مرحبا بكل من هل علي بالزيارة
مواقع و منتديات هامة و رائعة

tunisia sat

tunisia sat
site web tunisenne

tunisia-sport

منتديات تونس سات

startimes2

kuwait2

hannibal-sat

hannibal-sat
http://www.hannibal-sat.com/vb/

tunisia-web