السبت، أكتوبر 25، 2008

قرائة في مستوى بناء النّص المسرحي:الإشارات الرّكحيّة....

بقلم صالح الزناتي



لتناول هذا الجانب لابدّ من طرح السّؤال التّالي :
مالفرق بين الإشارات التّي تتصدّر الحوار والإشارات التّي تتخلّل الحوار ؟
عادة ماتكون الإشارات المتصدّرة للحوار ذات قيمة ترسيخيّة أي أنّها تلعب دورا تأطيريّا حيث تقوم بوضع القارئ في الفضاء العامّ للمسرحيّة
(النّص الأوّل من المسرحيّة:"نحن في مقهى شعبي ... ثمة عدد من الزبائن يتفرقون على المقاعد المبعثرة في أرجاء المقهى ... معظمهم يدخنون النرجيلة ويشربون الشاي ... وبينهم يروح الخادم ويجيء حاملا صواني الشاي والقهوة ... إنه لن يتوقف عن الرواح والمجيء طوال السهرة . يسيطر على المقهى جو من التراخي والفوضى الشعبية . وتسود ضجة الكلام مختلطة بقرقرة النراجيل ، وبأغان تنبعث من راديو عتيق في المقهى . الأغاني تلعب دورا هاما في تهيئة الجو لبدء المسرحية . إنها ستتيح لنا الفرصة لتحقيق التآلف الذي يمهد للبدء بحكاية السهرة . ينبغي أن يحس المتفرجون بنوع من الاسترخاء ، وربما الطرب ، شأنهم في ذلك شأن زبائن المقهى . وكما قلت في الملاحظات السابقة ، ليست هناك ساعة معينة للبدء . فالأغاني التي تذاع يمكن أن تطول فترتها أو تقصر حسب تقدير العاملين في المسرحية . كذلك يتم اختيار هذه الأغاني في زمن تقديم العمل ، ووفقا للظروف التي يقدم فيها.)
بينما الإشارات التّي تتخلّل الحوار تنهض بوظائف أخرى عديدة لا يسعنا أن نعرض لذلك من وجهة نظريّة وإنّما نشيرفقط إلى أهمّ مايمكن أن نشير إليه ، إنّها يمكن أن تكون من النّاحية الشّكليّة إمّا معارضة للرّد( أي مستقلّة عنه) أو شبه مستقلّة عن الرّد أو مكمّلة للرذّ.
وإن نحن تأمّلنا الإشارات الّتي تتخلّلل النّص سنجدها منقسمة إلى جزئين حسب الوّظائف التّي تسند إليها:
الجزء الأوّل أو الوظيفة الأولى متمثّلة فب الإشارات الرّكحيّة المتخللّة للحوار تلعب نفس الدّور والوظيفة الموكّلة لتك التّي ترد متصدّرة للحوار، فإن نحن تأمّلنا الإشارات الرّكحيّة التّي تتخلّل النّص الأوّل من المسرحيّة الوارد في الكتاب المدرسي بعنوان " في إنتظار العمّ مونس "والّذي قدّمتها آنفا -("نحن في مقهى شعبي.............ووفقا للظروف التي يقدم فيها.")- لم نتبيّن فرقا جوهريّا بينها وبين تلك المتصدّرة للمشهد فهي تكررّ أوتفصّل بعض ما جاء في الإشارات المتصدّرة للمشهد من الجهات التّالية :


مايدرك بالسّمع:من هذه الإشارات مايركّز على حالة الفوضى أو شبه الفوضى السّائدة في المقهى ، ثمّ هناك إشارة إلى قرقرة النّراجيل وكذلك بعض الأحاديث الجانبيّة والتّي لانتبيّنها، فهذا الذّي يدرك بالسّماع يوحي بجوّ من الفوضى كما ورد ذلك في تلك الإشارة المتصدّرة للمشهد .
وأمّا مايدرك بالعين أيضا يلخّص ماورد في الإشارة المتصدّرة للمشهد : حيث تجسّدت لنا حركات الزّبائن ، هذه الحركات جماعها تلبية الدّعوة وحركة النّادل الّذي يقوم بإحضار الشّاي والنّرجيلة .
على كلّ حال ما تمّ تفصيله هو حالة خاصّة فرضته علينا طبيعة النّص الاوّل ، وعموما أهمّ إستنتاج نخرج به أنّه لافرق بين تلك الإشارات المتصدّرة للحوار أو الأخرى المتخللّة له حيث كان للأخيرة أن قامت بعمليّة تفصيل لماورد بالمتصدّرة للحوار ، وهذه الحالة ستتكرّر في بعض المواصع الأخرى من المسرحيّة على غرار النّص المعنون ب"المصير الفاجع" ولكن الإشارات المتخللّة للحوار في ذلك النّص ستقوم بتفصيل ماورد في الأقسام السّرديّة الواردة على لسان الحكواتي .
وهنا لايسعنا إلاّ العودة إلىالجزء الثاني من وظيفة الإشارات الرّكحيّة المتخلّلة لحوار وذلك سواءا كانت متخلّللة إيّاه أم في نهايته...فهي في مجملها تضفي عنصر الفرجة في المسرحيّة وتجعل منه عملا مسرحيّا في أتمّ المعنى في شكله المؤلّف، وهي ككلّ إشارات تقوم بوصف حالة الممثّل في المساحتين أثناء مبادرته بالحوار ، سواءا كان ذلك وصفا لملامحه الخارجّية الجسديّة الحسيّة أم الأخرى النّفسيّة .
كما تظطلع بدو أخر متمثّل في تحديد الفضاءاتالتّي تجري فيها الأحداث من ذلك مشهد الدّيكور الّذي يحمله الممثّلين الّذي يجسّد بلاط الوزير

*دورها في بناء المسرحيّة:
جسّدت الإشارات الرّكحيّة الحركات الحسّية والنّفسيّة للشّخصيّات كما رسمت الأطر المكانيّة لفضاء الأحداث وفقا لقاعدة وصفيّة عريضة تتناول كلّ الجزئيّات ، كما كان لها أن حملتنا ضمن سياقات تارخيّة هامّة وحطّات لامعة من مسيرة عروبتنا الماضية من ذلك بلاط الخليفة والوزير حيث هذا المشهد في أصله عائد بنا إلى عهد الخلافة العبّاسيّة في القرن السّابع للهجرة........

والمفيد والمهمّ بالنّسبة للإشارات الرّكحيّة ، لنا نحن التّلاميذ تحليلها وفقا لمنطلقات متعدّدة ولكن شريطة أن تكون قاعدتنا في ذلك
المنطقيّة والبراهين الصّحيحة والواضحة ، وقبل أن أختم مداخلتي لايسعني إلاّ أنّ أذكّر أنّ الإشارات الرّكحيّة من زاوية أصلها إنّما هي عائدة إلى طرفين أساسيّن في عمليّة الإخراج والتّأليف ، فالمخرج يختصّ بوضع الملامح النّهائيّة للمشهد ، والمؤلّف أثناء نقله للمسرحيّة لايسعه أن ينقل ملامح الممثّلين في المساحتين سواءا كانت نفسيّة أو جسديّة إلاّ عن طريق تدوينها في شكل مقاطع سرديّة طويلة أم قصير وترد في نصّ المسرحيّة باللّون الدّاكن بين معقّفين.

صالح الزناتي

.
هل يستطيع أي صحفي أو اعلامي ان يتبرأ من المورثات الثقافيه التي يحملها ..؟؟ هل يقدر على التنصل من اخلاقيات الأديب والمثقف الكاتب؟؟ وهل يستطيع ان يخرج من البيئه التي يعيش بكامل أطرها ومعطياتها ,فيكتب مالا يقبله العقل والقلب ..؟؟ ان الكاتب أو الإعلامي لا بد ان يسير على نهج سلفه الصالح ..وان أمسك قلمه لا بد أن يحمل مع قلمه مشاعره ,احاسيسه ,ثقافته,ومورثاته الخلقية,فتأتي كتاباته تحمل الكروموسومات التي سبق ان حملها سواء من تجارب ثقافية أو مركبات جينية...
على الكاتب ان يزن احرفه وجمله قبل ان يسطرها قلمه فينشرها عبر الإنترت او شاشات التلفاز وأوراق الصحف,لأنه سابقاً قالوا ان غلطة العالم بألف ..فما بالنا بغلطة الكاتب أو الإعلامي .التي غطله واحده كفيله أن تغير او تشتت فكر أناس بسطاء لا يملكون من الدنيا إلا سطحية التفكير و هشاشة العقل

صالح الزناتي

مرحبا بكل من هل علي بالزيارة
مواقع و منتديات هامة و رائعة

tunisia sat

tunisia sat
site web tunisenne

tunisia-sport

منتديات تونس سات

startimes2

kuwait2

hannibal-sat

hannibal-sat
http://www.hannibal-sat.com/vb/

tunisia-web